top of page
Search

الشهيد علي جمعة الكناني

Updated: Jan 22




مِن سِيْرَةِ الشَّهِيدِ عَلِيّ جُمُعَة، شَهيدُ الإلتحاقِ الأولِ.


الشَّهِيدُ الَّذِي تَمَيَّزَ بِفَتْرَةِ جِهَادِهِ القَصِيرَةِ وَالمُثْمِرَةِ، حَيْثُ كَانَ يَطْهُو الطَّعَامَ فِي مَنْزِلِهِ بِمُسَاعَدَةِ زَوْجَتِهِ وَنَقْلِهِ بِسَيَّارَتِهِ الشَّخْصِيَّةِ إِلَى الصُّفُوفِ الأَمَامِيَّةِ ، وبَعدَ اولِ التحاقٍ لهُ بالجبهةِ ارتَقى شَهيدا.


عَاشَ الشَّهِيدُ عَلِيّ جُمُعَة فِي كَنَفِ أُسْرَةٍ حُسَيْنِيَّةٍ، حَيْثُ كَانَتْ جُدْرَانُ مَنْزِلِهِ تَتَرَدَّدُ بِأَصْدَاءِ القَصَائِدِ الحُسَيْنِيَّةِ الَّتِي تُثِيرُ فِي القَلْبِ شَجَنًا عَمِيقًا. مُنْذُ نُعُومَةِ أَظْفَارِهِ، كَانَ يَذْهَبُ مَعَ أُسْرَتِهِ إِلَى كَرْبَلَاءَ المُقَدَّسَةِ، حَيْثُ يَتَدَفَّقُ الحُزْنُ وَالْوَلَاءُ فِي عُرُوقِهِ، وَيَشْعُرُ أَنَّ خُطُواتِهِ نَحْوَ ضَرِيحِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلامُ) هِيَ خُطُواتٌ نَحْوَ الخُلْدِ. كَانَتْ عَيْنَاهُ تَتَلَأْلَأُ بِالدُّمُوعِ كُلَّمَا تَذَكَّرَ مَعَانَاةَ السَّيِّدَةِ زَيْنَبَ (سَلَامُ اللَّهِ عَلَيْهَا).


لَمْ يَكُنْ عَلِيٌّ مُجَرَّدَ زَائِرٍ، بَلْ كَانَ قَلْبُهُ يَنْبُضُ بِحُبِّ الخِدْمَةِ، حَيْثُ كَانَ يُشَارِكُ فِي إِعْدَادِ الطَّعَامِ لِلزُّوَّارِ، وَيَجُوبُ الشَّوَارِعَ حَامِلًا الأَطْبَاقَ المَمْلُوءَةَ بِالْحُبِّ وَالكِرَامَةِ. كَانَتْ ابْتِسَامَتُهُ تُشْعِرُ كُلَّ مَنْ حَوْلَهُ بِالرَّاحَةِ.


تَمَيَّزَ الشَّهِيدُ بِشَجَاعَتِهِ الفَائِقَةِ وَشَهَامَتِهِ الَّتِي تُضِيءُ دُرُوبَ المُحْتَاجِينَ، يَحْمِلُ فِي قَلْبِهِ هُمُومَ الآخَرِينَ، وَيُقَدِّمُ لَهُمُ العَوْنَ دُونَ تَرَدُّدٍ. يَعُودُ الفَضْلُ فِي هَذِهِ السِّيْرَةِ العَطِرَةِ إِلَى وَالِدَيْهِ الصَّالِحَيْنِ، الَّذَيْنِ زَرَعَا فِيهِ قِيَمَ الإيثَارِ وَالعَطَاءِ، رَغْمَ الظُّرُوفِ القَاسِيَةِ الَّتِي عَاشَوْهَا. لَقَدْ كَانُوا لَهُ قُدْوَةً، يُعَلِّمُونَهُ أَنَّ العَطَاءَ هُوَ أَغْلَى مَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَدِّمَهُ الإِنْسَانُ.


تَتَجَلَّى قِصَّةُ التحاق الشَّهِيدِ عَلِيٍّ بِرَكْبِ الشُّهَدَاءِ كَحِكَايَةٍ مُلْهِمَةٍ، حَيْثُ استَمَرَّتْ فَتْرَةُ جِهَادِهِ المُبَارَكَةِ أُسْبُوعًا وَاحِدًا فَقَطْ! فَوْرَ سَمَاعِهِ الفَتْوَى الجِهَادِيَّةَ، لَمْ يَتَرَدَّدْ لَحْظَةً، بَلْ أَسْرَعَ لِيَمْلَأَ سَيَّارَتَهُ بِالْعِتاد وَالطَّعَامِ لِلْمُجَاهِدِينَ. كَانَ يَطْبُخُ الطَّعَامَ فِي مَنْزِلِهِ مِنْ مَالِهِ الشَّخْصِيِّ، وَيَشْعُرُ أَنَّ كُلَّ لُقْمَةٍ يَحْمِلُهَا هِيَ تَعْبِيرٌ عَنْ وَلَائِهِ لِوَطَنِهِ وَلِدِينِهِ. كَانَ يَذْهَبُ إِلَى سَاحَاتِ القِتَالِ، وَعَيْنَاهُ تَشْعَانِ بِالأَمَلِ، وَقَلْبُهُ مَلِيءٌ بِالإِيمَانِ.


اسْتَمَرَّ فِي هَذَا الْعَمَلِ الجَلِيلِ لِمُدَّةِ سِتَّةِ أَيَّامٍ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ، قَرَّرَ أَنْ يَلْتَحِقَ بِإِخْوَانِهِ المُجَاهِدِينَ فِي سَاحَةِ المَعْرَكَةِ فِي مَنْطِقَةِ إِبْرَاهِيمَ بِنِ عَلِيٍّ. وَفِي تاريخ 7/7/2014، استُشْهِدَ عَلِيٌّ، لِيُؤَكِّدَ وَفَاءَهُ لِلْحُسَيْنِ وَسِيرَتِهِ عَلَى خُطَاهُ. لَقَدْ قَدَّمَ مَالَهُ وَنَفْسَهُ فِدَاءً لِلْوَطَنِ وَلِلْدِّينِ، وَأَصْبَحَ مِثَالًا يُحْتَذَى بِهِ فِي الإِخْلَاصِ وَالتَّضْحِيَةِ.




 
 
 

Commentaires


bottom of page